تجربة قطاع غزة في مجال الأسماء الجغرافية

مقدمة :-

لا يخفى على أحد أهمية الأسماء الجغرافية للأماكن والمعالم فهي بمثابة الهوية التاريخية والجغرافية للمكان والدلالة الواضحة عليه وتكرس الهوية الثقافية للمكان الذي يجب المحافظة عليها وترسيخها فهي تحمل في طياتها ومضامينها انعكاس واضح للإرث الثقافي والحضاري للإنسان  فكيف هو الحال بفلسطين وما تتعرض له من عمليات تهويد مُمنهجة ومخططه لمحو التاريخ والجغرافيا والقضاء على عروبتها وما تحمله مسميات لمدنها وقراها وهذا ما بدا جليا ً لنا في قطاع غزة من خلال اندثار العديد من الأسماء العربية والتاريخية  لمناطق في قطاع غزة وتداول أسماء أطلقها الاحتلال مناطق المحررات " المستوطنات "  أو أسماء ليس لها أصول عربية أو عشوائية  أو متكررة على بعض الأماكن والإحياء .

لان كل جهد أو عمل لابد أن يكون له مرجعية وإطار ينطلق من خلاله ويكون حجر الزاوية لمتابعة العمل على ارض الواقع تم تشكيل لجنة الأسماء الجغرافية في قطاع غزة لجنة الأسماء الجغرافية هي السلطة المختصة بوضع معايير لصياغة الأسماء الجغرافية مثل أسماء الأماكن المأهولة كالمدن والبلدات والتقسيمات المدنية مثل الأحياء والمعالم المشيدة مثل الطرق وغيرها .
  

1. لجنة الأسماء الجغرافية -  قطاع غزة :-

 إن فكرة تفعيل العمل بنظام توحيد الأسماء الجغرافية في قطاع غزة جاءت وليدة  المشاركة السابقة لسلطة الأراضي في قطاع غزة في المؤتمر السادس للأسماء الجغرافية والمساحة الذي عقد في المملكة الأردنية الهاشمية في يوليه 2012 وبناءً على توصيات المؤتمر تشكلت الفكرة وبدأ العمل الجاد في ضرورة توحيد الأسماء الجغرافية للأماكن والمعالم في القطاع  حيث لم يكن في الماضي أي وجود لهذه الفكرة أو أي جهد يبذل فيها فكانت المشاركة في المؤتمر السابق عبارة عن شارة البدء ونقطة الانطلاق التي  من خلالها بدأ العمل الدءوب من أجل توحيد الأسماء الجغرافية ووضع القواعد الأساسية والقانونية والإطار المرجعي لإطلاق        الأسماء الجغرافية.

ولتحقيق هذا الهدف السامي صدر قرار من مجلس الوزراء الفلسطيني بشأن تشكيل لجنة الأسماء الجغرافية بتاريخ  14مايو 2013  و تتولى وزارة التخطيط رئاسة اللجنة  بعضوية كل من  وزارة الحكم  المحلي وزارة السياحة والآثار ووزارة الأشغال العامة والإسكان ووزارة الشباب والرياضة والثقافة  وسلطة الأراضي ، والتي انبثقت عنها اللجان الفرعية للجنة الإقليمية للأسماء الجغرافية في قطاع غزة وهي :-

1. لجنة مصطلحات لتوحيد الأسماء الجغرافية
2. لجنة الأسماء الدخيلة على اللغة العربية
3. لجنة المعاجم والنطق بالأسماء الجغرافية
4. لجنة التدريب
5. لجنة الإحصاءات والتمويل
6. لجنة الرومنة

 كما جرى تشكيل فرق العمل المساندة للجنة الإقليمية في قطاع غزة وتقوم هذه الفرق بتزويد اللجان الفرعية بالمعلومات اللازمة وهي موزعة كالآتي :

1. فريق العمل المكتبي
2. فريق العمل الميداني
3. فريق إعداد الأطلس

2. الهدف العام من تشكيل لجنة الأسماء الجغرافية:-

يهدف تشكيل لجنة للأسماء الجغرافية على مستوى قطاع غزة برئاسة وزارة التخطيط والتيتماثل اللجنة على مستوى الضفة الغربية وأراضي الـ 48  إلى : -

1. وضع نظام أو إطار أساسي لإطلاق الأسماء الجغرافية
2. إنشاء فهرس للأسماء الجغرافية ليشكل مرجعا للأسماء
3. إطلاق أسماء جغرافية مناسبة لكل معلم
4. إصدار الأطلس الجغرافي لقطاع غزة .

3. المبادئ العامة المعتمدة في التسمية الجغرافية:-

1. استخدام اللغة العربية الفصحى.
2. استخدام قواعد إملائية صحيحة.
3. عدم تعارض التوجه العام لسكان قطاع غزة مع مبادئ التسمية.
4. مراعاة الاستخدام التاريخي للاسم والذي يؤثر فيه:
   1. الكثافة السكانية ودرجة الاستعمال المحلي.
   2. عدد السنوات التي ظل الاسم المحلي مستعملاً طوالها (اسم تاريخي 50 سنة فأكثر حديث نسبياً 10-50 سنة، حديث أقل من 10 سنوات).
5. أنواع الخرائط والوثائق الرسمية المستعملة ومدى تأثرها في حالة  تغيير الاسم.
6. تفادي تغيير الأسماء بلا ضرورة.
7. توحيد صيغة (أل) التعريف.
8. وضع معايير لاستعمال مختصرات الأسماء (مثال: الترميز + الحرف الاول من تسلسل مستوى التخطيط).
9. وضع نظام لمعاملة الأسماء المركبة (مثال: استخدام المسافة العادية أو الشرطة العلوية (-) أو الشرطة السفلية (_) )
10. لا تتعدى مدة الموافقة على الاسم أكثر من 3 شهور.      

 4. المخطط الزمني لعمل لجنة الاسماء الجغرافية في قطاع غزة

  5. الصعاب والمعوقات:

1. ضعف الإمكانات المادية ونقص المعدات والتمويل اللازم للعمل.
2. عدم توفر مخططات وخرائط مساحة حديثة.
3. ضعف التواصل مع لجان الأسماء الجغرافية في الضفة الغربية.
4. عدم توفر فرص تدريب وتأهيل للكوادر العاملة في المجال.
5. الإرث الناتج من عشوائية التسميات.

كل هذه الصعاب نسعى إلى تجاوزها والتعاون مع إخواننا داخل الوطن وخارجه لتدليلها وتقديم العون التقني والتدريب اللازمين لاستكمال العمل.